
جراء مهم و ضروري لكنه ناقص و غير مُنْصِف.
المعلم ابن بيئته و كان مقموعاً محشوراً في تابوه ثلاثي الأضلاع.
– العُرف السقيم
– الكهنوت المريض
– بيروقراطية الدولة الرعوية
المعلم أسيرٌ بل عبدٌ لتعميمات و تعليمات وزارته، و هناك من تربّى على انتظار إمامه المختبئ في السرداب و الآخرون دُفِنت عقولهم في سرداب القرون الثلاثة.
صادفت في مهنتي معلم فيزياء لا يؤمن بكروية الأرض ودورانها بل يرى ذلك كفرا، و معلم كيمياء لا يعترف بوجود نواة و إلكترونات و معلم رياضيات يدّخر نصف حصته للوعظ الداعشي.
عاتبت بعضهم قالوا لا نتجرأ على فتاوى بن باز و بن عثيمين، فالعلم المندوب هو العلم الديني فقط أما الرياضيات وعلوم الطبيعة فمفسدة و بدعة أو علمٌ لا ينفع و الجهل به لا يضر.
كانوا قلة، المشكلة الأخطر في مكان آخر.
الكهنوت الجاهل الذي حُمِل على الرقاب، تجده أينما اتجهت،المدير و الوكيل و المرشد الطالبي و المشرف على النشاط و الموجه التربوي و رؤساء الأقسام.
و هم الأوصياء على النهج و حُرّاس البوابة و كتبة التقارير للأمن و للمؤسسة الدينية.
و فوق هذا هناك حصانة لشيوخهم الذين أفتوا لهم.
لم يكونوا مجرد عصابة يمكن احتواؤها أو تجاهلها، بل طابوراً طويلاً يكاد لا ينتهي من الجهلة و المزايدين و الأفّاقين.
– فماذا يكون الحصاد؟ و من أين يأتي الإصلاح أو الإبداع؟
هل اكتفينا من الرقص مع الشيطان و نريد إصلاحاً حقيقيا؟
أزيحوا عن المناصب القيادية كل مُتسلِّف كهنوتي يرى المعرفة بدعة، وكل من لا يؤمن بالبحث العلمي أو لا يفقه طرائقَه.
ثم وفِّروا للمعلم وسائله
ثم فسحة من الحرية تسمح له بالاجتهاد و الإبداع
ثم حاسبوه بعد ذلك
و اعزلوا عن المهنة كل معلم يعتقد أن التعليم مجرد نقل للمعرفة.