
رغم أهمية الكهرباء وخطورة فقدها إلا أنه ثبت لدي أن الجيل الجديد إذا وضعتهم بين خياري:انقطاع الكهرباء أو انقطاع الأنترنت فإنهم يختارون انقطاع الأولى، وهذه حالة إدمان ألكتروني خطير جدا.
-بدا لي أن شركة الكهرباء لم تدرك أنها تستحوذ على أكبر سوق في الوطن العربي كله، وأنها تعمل في دولة من أقوى دول العالم اقتصاديا، وأنها من مجموعة العشرين الأقوى والأكثر تأثيرا، ورغم ذلك فإن هذه الشركة أثبتت أنها لاتملك خطة طوارئ كفؤة في مواجهة ظروف الانقطاع العادي.
-رغم ما سبق فإننا مدينون لشركة الكهرباء بتبنيها فلسفة تربوية تفلتت منا:اخشوشنوا فإن النعم لاتدوم، فأوصلت لنا هذه الرسالة التربوية العظيمة بشكل عملي مباشر.
-أدركتُ بانقطاع الكهرباء خطورة الإسراف في الماء، وأنه ثروة يجب أن نحافظ عليها كما كانت تنصحنا بذلك وزارة الزراعة والمياه رحمها الله، وتذكرتُ بذلك وصية الأعرابية لابنتها ليلة زفافها:وأن أطيب الطيب الماء، فصرت ألمسه برفق وعناية، وأكاد أدَّهنُ به ادِّهانا، ولو طال بنا زمن الانقطاع لصرنا مثل الفرنجة في استعمالهم المناديل حيث يستعمل الماء.
-لمستُ الحاجة إلى ضرورة إعادة النظر في تصميم منازلنا؛ لتناسب حقبة الانقطاع.
-تأكد لي أن كثيرا من شبابنا جيدون ولديهم حس اجتماعي ووعي ورقي يدفعهم للعمل التطوعي عند الحاجة، وأن المتسكعين منهم كانوا مجرد ظاهرة صوتية تحولت مع أول ساعات الانقطاع لذبالات مهترئة محترقة.
-تبين لنا الفارق في الاستعداد للطوارئ في المستشفيات ما بين القطاع الخاص والعامَ، واتضح أن مستشفيات القطاع الخاص في مجملها نموذج يجب احتذاؤه.
-جازان على وجه التحديد مناجم مواهب وإبداع وهذا ما أبرزه انقطاع الكهرباء بشكل أوضح؛ فأنتج أبناء جازان مقاطع جميلة، ومقطوعات أجمل، وتغريدات طريفة لأبناء وبنات المنطقة لاتُستغرب على منطقة مبدعة بالفطرة، ولن أنسى تعقيب الفتاة على تغريدة وزير الطاقة التي أبدى فيها اعتذاره لأبناء المناطق الجنوبية، فقالت ساخرةً:لانريد اعتذارك حتى تعوضنا عن الثلاث الدجاجات التي تعفنت في الثلاجة
-اكتشفتُ أن لدى جيراننا شجرة باسقة وارفة الظلال، وأنها بمثابة دوحة عظيمة يعلوها ديكان لايكادان يكفان عن الأذان في كل وقت إيذانا ببزوغ فجر جديد لا انقطاع فيه.
-هناك كلاب ضالة كانت تنبش الزبائل والمخلفات بصمت، وتقعي حتى أمام المساجد بصمت وهدوء حتى ليكاد يعابثها الصبية الصغار، فلما انقطعت الكهرباء علا صوتها بالنباح، ولم أجد لذلك تفسيرا سوى أنها ربما تكون في الأصل بعضا من البشر. تسكن أجساد هذه الكلاب!
خواتيم مباركة، وعيدكم مبارك.