( الإختبارات في رمضان )

رمضان وما ادراك مارمضان .. شهر أنزل فيه القران وشهر تهاوت فيه جند قريش الممتلئة بالقوة أمام جيش محمد الذي لم يزده شهر رمضان الا قوة وصلابة واستشعار لهيبة الصيام وهيبة أنهم عُمار للأرض وأن عمارتها لن تكون لمن يؤثر الراحة والاستكنان ..؟؟؟!!!
شهر رمضان في مجتمعاتنا .. اكاد أجزم بأنه وكما ذكرت في مقالات سابقة ليس الا قلب الليل الى نهار والعكس .. حتى أن الأغلب من ابنائنا وبناتنا والغالب لدى البعض من الابناء أنه يحين موعد الافطار وهم نائمون وتحت الضغط يقوم ليكسر الصيام بحبة تمر اورشفة ماء ويعود بعدها لنومه.. نائما حضرته بعد العاشرة صباحا فكم من فروض أضاع فلا ظهر ولا عصر ولا مغرب ولا عشاء ويكتفي من نومه مايقارب العاشرة ليفيق وتقدم له الصفرة كاملة مع كم كلمة من الوالدين احدهما اوكليهما للتعذير فقط وابراءاً للذمة !!!! اي صوم وأي رمضان هذا وكل يوم مثل سابقه وغده .. ولولا أن البنات يملن الى الطبخ لكن الاغلبية حالهن كحال هذا الإبن .. إن لم يكن الأمر هذا يطال حتى الوالدين … ( استثني من ذلك ابنائنا وبناتنا مِن مَن مررتهم ظروف الحياة واشقتهم ورباهم الشقى ومر الحياة .. ولديهم فقط لذة الصيام والقيام ..)
استغرب للجدل الحاصل وكأن لاقضية لدينا سوى قضية الإختبارات في رمضان وتأكيد الكثير بأنه شهر عبادة … نعم هو شهر عباده ولكن مع كمية الاستهلاك المهولة للطعام عكس كل شهور السنة وسهر الليل ونوم النهار ووووو أرى انه لم يتبقى منه سوى اسمه واصبح مجرد روتين الا لدى البعض وغفر الله لي ما اقول ولكنها الغيرة على هذا الدين الذي لاأعلم من اين يجدها من ابنائه ام من اعدائه …
من يسمعنا ونحن نردد عبارة الاختبارات في رمضان باستعجاب يظن بأننا نقوم الليل ونصوم النهار طوال العام لذا ستكون العبادة مضعفة في هذا الشهر …!!!؟؟ فلماذا لايتعاطف وزير التعليم ويتلطف ويقدم الاختبارات الى قبل رمضان .. لا أعلم الى اين سنصل ولا الى اين نسير ..
حب الراحة يكاد يقتلنا ويقضي علينا وتنشأتنا الخاطئة جعلتنا نتصدر للدفاع عن طلبة العلم لأننا موقنون بأننا لم نوصل الرسالة لهم جيدا .
تأكدوا سنستطيع اذا وجد ابنائنا وبناتنا فينا نحن الآباء والامهات القدوة الصحيحة وأننا نتعامل مع شهر رمضان فعلا كشهر عبادة شهر أنزل فيه القرآن شهر خير من ألف شهر … وما غزوة بدر إلا رسالة لنا بأن العبادة ليست عائق عن ممارسة الحياة ..
وقفة ..
آن الآوان للأجيال أن تتربى على الجد ومواجهة كل الظروف والإستعداد لها … كفى تدليلا وتميعا للأجيال .. وكفى تبرير لهم لأي فشل او تدني في مستوياتهم قبل أوانه حتى لايتخذوه حجة …