
وفي كلٍ شر ، لكني أرى فوز ترامب هو أخف الشرّين بالرغم من تهديداته المجنونة واندفاعه الأهوج ، لن يكون أكثر جنونا وطيشا من زعيم كوريا الشمالية كيم جون فأي رئيس أمريكي هو ترسٌ ضمن منظومة تديرها القبة البيضاء بعكس دكتاتور كوريا الذي يبطش بعصاه وحيدا ، ما يهمنا نحن كعرب ومسلمين ونحن نعيش صراعا مع إيران ومشروعها النووي والتوسعي والذي باركه سلف ترامب السابق سيء الذكر أوباما والمنحدر من الحزب الديموقراطي – مايهمنا هو كيف سيتعامل الرئيس الجديد مع هذا المشروع الذي سيدمر المنطقة إن استمر ، في رأيي أن هيلاري كلينتون كانت ستكون حلقة وصل شديدة الصلابة لهذا المشروع عطفا على زيادة تخدير القضية الفلسطينية والتي كدنا ننساها ، هذا من ناحية سياسية أما من ناحية اجتماعية فسوف تعزف هيلاري على وتر الحريات وحقوق المرأة وتستخدم ذلك كورقة ضغط فاشلة ، حزبها الذي يؤيد المثلية والشواذ لن يستنكف عن فعل أي شيء بدعوى الحرية ، أما حزب المهرّج دونالد ترامب حزب محافظ كان عنصريا في بداياته ثم تراجع عنها ويبدو أن ترامب سيعيد العنصرية من جديد والتي نراها متمثلة في لهجته الحالية ، لا أعتقد أن سياسة ترامب ستكون امتدادا لمشروع أوباما في المنطقة ، فهو رجل مال وأعمال واقتصادي أكثر من كونه سياسي ، يمكن بطريقة أو بأخرى كسبه بالتعامل معه ماديا واقتصاديا كعقد الصفقات والتبادل التجاري واستخدام سنداتنا في أمريكا والتي تبلغ ٧٪ من إجمالي الاقتصاد الأمريكي كورقة مساومة فلغة المال لا تفهم إلا لغة مثلها .
قد قيل : في السياسة لا صديق دائم ولا عدو دائم ، وهذا يفسر تقلب العلاقات السياسية بحسب المصالح ، وفي النهاية يأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الأمريكيون .