
سما الله بالإنسان وكرمه وأجله وقدره فقال ” ” ” ولقدكرمنا بني آدم ” وكرمه الله عز وجل ايضا بأن أمر الملائكة بالسجود له وكان مع هذا الامر بداية قصة العصيان التي اعلنها ابليس والتي لن تنتهي الا بزوال الارض ومن عليها …
من خلال ماسبق وكيف أن الله سخر لنا مافي الأرض جميعا آسى على حال الإنسان والذي تنكر وتكبر على فطرته السوية السليمة واختار أن يكون إنسان هشا تصنعه الحياة بدلا من أن يكون هو صانعها وليته عندما تعالى وتكبر وتجبر سما بنفسه للمعالي بل على العكس انحدر بها الى السافلين وخلع عنها رداء التشريف ليبدله برداء حيوان تتنزه عن النزول اليه النفس العزيزة التي عرفت مكانتها وتكريمها حيث عبده الله له لينفعه ويقوم على حاجاته فتارة تجده يلهث كالكلب وتارة يزأر كالأسد وتارة ينهق وتارة ينعق وتارة يتلوى كالحية ويتلون كالحرباء وتارة هو خلق آخر ينسلخ بالكلية من إنسانيته عندما تسيطر عليه مشاعر حيوانية فيتقمص الدور تماما فتجده يقطع فريسته ويمزقها إربا ويستمتع وهو ينهشها ويبهتها بالأقاويل ليبرر مايفعله صاما أذنيه وواقرا قلبه ومعطلا عقله عن التفكير الا في حيوانيته وكأنه فرعون زمانه فلا حقيقة الا لديه ولا صادقا سواه
اكتب ماسبق وأنا أٌحضًر وللمرة الرابعة لدورة تدريبة عن التنمر في مدارس التعليم العام وما دفعني للكتابة إلا استفهاما وسؤالا يقتحمني كرها ويغادرني كرها وهو هل التنمر قاصر فقط على طلاب التعليم العام وهل له مرحلة زمنية معينة وينتهي بعدها وإن كان كذلك فما تفسير ما نراه من تصرفات وسلوكيات في حياتنا اليومية ماالذي يفسر التنمر الذي أجده في اشخاص عفا عليهم الزمن فذاك الرجل يجلد ابنائه وزوجته لأسباب واهية هي شرعية لهم وحقوق ولكنه لايرى الا شرعية مايفعل وتلك المرأة التي لاتتوانى عن الأستمتاع بتعذيب ابنائها او ابناء زوجها وإغراقهم بوابل من الكلمات البذيئة السليطة وتلك المعلمة التي اجمعن عليها طالباتها بأنها نفسية كتعبير مجمل عن سلوكياتها وتصرفاتها التي قدتكون مؤشر لخلق جيل نسخة منها وذاك المعلم الذي وجد أنه جنتل زمانه ليخرج ثمار الأحقاد التي نمت وربت في داخله على أجيال صغيرة ليصنع منها بذورا لاتدري متى يحين قطافها وذاك شاب ينتظر اللحظة التي ينقض فيها على فريسته ليشبع شهوة الإفتراس في داخله أوليدمر صديقا وثق به ليسلمه الى من لايرحمه من براثن الاغتصاب وجحيم المخدرات ، قد يقف البعض كما وقفت ويقول لي ماتتحدثين عنه هو عنف وليس تنمر والذي اود أن اوصله اليكم مالذي جعل الفئات السابقة بصفاتها على ماهي عليه في مجتمعنا واسرنا ومدارسنا مالظروف التي خضعت لها وصنعت منها هذا الشيء ، لو نظرنا ووقفنا قليلا وبهدوء لوجدنا أن جميع من ذكرت ماهم الا صناعة محلية لظروف أسرية وإجتماعية ومدرسية ، عبارة استفهامية مريرة اقف امامها كثيرا وهي ” من يٌربي المٌربي ” لأنك عندما تقف وتمسح بنظرة شاملة لجميع السلوكيات السلبية الموجودة لوجدت أن اصحابها عندما كانوا صغارا نشأوا وتشربوا مذ طفولتهم سلوكيات سلبية من المؤسسات التربوية المحيطة بهم ودارت بهم السنين ليصنعوا لنا نسخا منهم والخطر الاكبر اذا ما ربطت هذه المؤسسات سوء فعلها وبررته باسم الدين فيكون مخرجها قنابل مفخخة نحن أول ضحاياها ، تنبهت وزارة التعليم الى هذه السلوكيات التي عج بها ميدان التعليم فكان أن وضعت البرامج التي تحصن الناشئة وتزودهم بالبرامج التي من شأنها أنقاذ ومعالجة مايمكن اداركه ولكن هل وزارة التعليم هي المعنية فقط بتهذيب وتهيئة الابناء واعدادهم للمستقبل ؟؟!! لا أظن ذلك اذا لابد من تظافر الجهود وتكامل الأدوار لتؤتي الثمار اكلها لابد من النزول الى شارع الناس والى عقولهم لابد أن يعود المسجد الى دوره كمؤسسة تربوية والأسرة الى الاساس من تكوينها بدلا من سير الأمور بالبركة فبعض الأسر لايشغلها سوى تزويج ابنائها وبناتها لأول طارق والنتيجة التي نجنيها إما انفصال عاجل وإما بناء أسر هشة ننافس بها من حولنا فلا أم ولا أب هذه الأسر يستحق تشريفا بقوله تعالى” وقضى ربك ألا تعبدوا الا اياه وبالوالدين احسانا ” وكم اصبحنا نسمع كثيرا من هذه الأجيال من يسب اجداده لأنهم لم يحسنوا اختيار الزوجة والعكس لأبنائهم وبناتهم فكان مانراه حتى أن بعض الأجيال ممن تغلغل التنمر فيها تحار في قدرتها على المجادلة وهي تبرر افعالها و تقنعك بأن لاحول ولا قوة لها وما هي الا نتاج اسرة ومجتمع ومدرسة وووو ، وهنا لا أخفيكم بأننا مدينون للأجيال بإعتذار شديد فنحن من صنعها !!؟؟ …..