
حين تصر قناة فضائية على استضافة داعية معروف بانتمائه الحزبي ومواقفه الداعمة لجماعة الإخوان المسلمين فإن معنى ذلك، إن أحسنا الظن بتلك القناة، أنها هي ومذيعوها ومعدو برامجها والقيمون عليها لا يدركون شيئا من الأمور التي تحيط بالعالم العربي من حولهم والمخاطر التي يشهدها والقرارات التي اتخذتها دوله لحماية مواطنيها ومقدرات شعوبها، وأن تلك القناة عاجزة عن أن تفرق بين من يدعو إلى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة ومن يتخذ الإسلام مطية وذريعة لتحقيق أطماعه السياسية وتوجهاته الحزبية، وإذا بلغت القناة هذا القدر من الجهل لم يكن لها أن تكون مؤتمنة على أداء رسالتها الاجتماعية والثقافية التي ينبغي عليها أن تنهض بها تجاه المجتمع.
غير أن المسألة لا ينبغي أن تؤخذ بهذه البساطة التي تتخذ من حسن النوايا ذريعة للبحث عن عذر لما يقع فيه الآخرون من أخطاء وتجاوزات، فليس لقناة أن تكون بهذه السذاجة التي توقعها في مثل هذا الخطأ الفادح، ولعلنا إذا ما ضممنا عددا من برامج تلك القناة وخططها، وآخرها الدعوة إلى جمع التبرعات لمساعدة أهالي الفلوجة والإعلان عن أنها تعرف كيف تصل تلك التبرعات لمن يتم التبرع لهم، إذا ما ضممنا ذلك كله إلى استضافتها لذلك الداعية المنتمي لجماعة الإخوان جاز لنا أن نرى أن لتلك القناة أجندتها التي تحاول من خلالها الوقوف إلى جانب هذا الحزب أو مساعدة تلك الجماعة وهي أجندة خطيرة ينبغي عدم التساهل في التحقق منها وحماية الوطن وشبابه مما تحاول تلك القناة جرهم إليه من تشدد أو دعم للجماعات المشبوهة.