
أخيرا أعلنت تفاصيل خطة التحول الوطني، وعلى مدى ثلاثة أيام والتفاصيل تتوالى من داخل مطبخ الخطة بشكل لا إنشائية فيه تثير الشك ولا غموض يثير التساؤلات.
الوزراء ورؤساء الهيئات والمؤسسات الحكومية المعنية بالخطة لم يتح لهم أخذ راحتهم في الكلام كما يحدث سابقاً والاستعراض بالممكن وغير الممكن، الوضع اختلف هذه المرة لأن مهندس الخطة يفضل أن تتحدث العبارات الموجزة الواضحة والأرقام الدقيقة، حتى الصحف تأثرت بهذا التحول وفضلت النشر بلغة الإنفوجرافيك والجداول بدلا من المانشيتات التي كانت تتمدد على ثمانية أعمدة وتصطف تحتها آلاف الكلمات التي لا يشكل المفيد منها سوى القليل.
إنها المرة الأولى التي تتحدى فيها الدولة نفسها بإرادتها وبشكل قاس وعلني، وتصر على مواجهة تحدٍ صعب اختارته من بين خيارات أخرى ربما تكون أسهل. ليس هناك مفردات فضفاضة هذه المرة لأن المرحلة لم تعد تتماشى مع غير الدقة، وليس هناك مدة مفتوحة كما اعتاد المسؤولون لعقود طويلة، هناك أهداف ومستهدفات ونتائج يجب أن تتحقق خلال فترة محددة، إنه الاختبار الأول والأهم الذي سيحدد استطاعتنا تحقيق رؤية 2030 كما هو مرسوم لها أم لا، ويبدو أن هناك إصرارا بعدم قبول أي نتيجة غير النجاح، وهذا ما يجعلنا نقول لكل الوزراء ومن في حكمهم ممن طالتهم مسؤولية تنفيذ التحول: معليش، هارد لك. حظكم جاء بكم في هذا الوقت الذي لا يقبل استعراض المنصب والتصريحات المجانية وقص الأشرطة والاحتفاليات الصاخبة والتمخطر بالمشالح في كل مكان، الوضع الآن «سبور» وعملي، مهندس الخطة لن يتيح لكم وقتاً لأي شيء وسيجعلكم تلهثون كي تجاروا سرعة طموحه، لذلك نحن نرجوكم أن تمارسوا تمارين كثيفة، بدنية وذهنية، لتستطيعوا مجاراته في سرعته. كل شيء في وزاراتكم وأجهزتكم يحتاج أن يتحول إلى وضع جديد حتى تستطيعوا تحقيق حلم التحول، فتحولوا أنتم أولا يرحمكم الله